القمة الكروية الجزائر و مصر

مهما اختلفت المعطيات والظروف والمناسبات، تبقى مواجهة الجزائر ومصر قمة كروية تستقطب الاهتمام المحلي والإقليمي وحتى العالمي، بالنظر للأندية الكبيرة التي ميزت أغلب مواجهات المنتخبين عبر التاريخ، وهو الأمر المتوقع أن يستمر بمناسبة مباراة اليوم في إطار الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة العرب للأمم “فيفا” المقامة حاليا بقطر.

ورغم التأهل المسبق للمنتخبين للدور ربع النهائي من كأس العرب للأمم، إلا أن المنتخبين لن يدخرا جهدا اليوم في سبيل تحقيق الفوز، بحثا عن تصدر المجموعة الرابعة ومعها تفادي الصدام مع منتخب المغرب متصدر المجموعة الثالثة والذي بات مرشحا فوق العادة للتتويج باللقب العربي.

وبعد انقطاع دام أكثر من عقد من الزمن، تجدد المواجهة الكروية بين الجزائر ومصر، حيث كان المدرب الحالي مجيد بوقرة حاضرا على الهزيمة العريضة التي تعرض لها المنتخب الوطني أمام منتخب المدرب حسن شحاتة في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا، مع الإشارة إلى أن المنتخبين تقابلا لاحقا في جويلية 2011، بمناسبة نهائي كأس العالم العسكرية والتي عاد فيها اللقب لتشكيلة المدرب عبد الرحمان مهداوي، بفضل هدف سيد أحمد عواج في مباراة لم تخل بدورها من الإثارة والاندفاع و”الاشتباكات” بين أفراد المنتخبين.

من الناحية الفنية، يرتقب أن يسجل رايس مبولحي عودته إلى التشكيلة الأساسية والثنائي جمال بن لعمري وعبد القادر بدران إلى محور الدفاع. ولتعويض الغياب المؤثر لحسام الدين ميرازيق بداعي الإيقاف بعد طرده في مباراة لبنان الماضية، يملك المدرب مجيد بوڤرة خيارين، الأول بإشراك لاعب شباب بلوزداد الآخر زكريا دراوي بديلا له ليلعب إلى جانب سفيان بن دبكة كوسطي ميدان دفاعي أو يلجأ لخيار مهدي تاهرات ليكون أمام محور الدفاع (بن لعمري وبدران)، وهو خيار وارد، في ظل قناعة المدرب الوطني بحاجة منظومته الدفاعية إلى لاعب ارتكاز، وهو المنصب الذي غابت البدائل فيه لخلو قائمته من لاعب ارتكاز، في ظل اكتفاء بوڤرة بميرازيق فقط.

كما من غير المستبعد أن يلجأ بوڤرة إلى تغيير نظام لعبه القائم على خطة 4–2–3–1، باللجوء إلى إشراك 3 لاعبين في وسط الميدان الدفاعي، من خلال الزج بلاعب نادي بارادو تيطراوي، مع منح الحرية أكثر للاعب الفتح السعودي سفيان بن دبكة للتقدم لدعم الهجوم، لاسيما وأنه يملك هذه النزعة ويعرف قطع الكرات الهجومية سواء بالقدمين وخاصة بالرأس.

ومن المرتقب أيضا أن يراجع مجيد بوقرة بعض خياراته الفنية التي بدت غير مجدية في مباراة لبنان ولعل أهمها إشراك يوسف بلايلي في منصب صانع الألعاب، في ظل تألق ياسين براهيمي في منصب لاعب الجناح الأيسر، لاعب نادي قطر.

وحسب مصدر عليم لم يتردد بلايلي في إبلاغ مدربه بانزعاجه من اللعب خلف بونجاح ليبقى السؤال قائما بخصوص قدرة براهيمي على اللعب في الجناح الأيمن على حساب سوداني، كما يتردد حاليا في معسكر المنتخب الوطني، باعتبار أن مهاجم نادي ضمك ظهر بشكل غير مقنع تماما أمام لبنان وعليه قد يلجأ بوڤرة إلى إبقائه في دكة الاحتياط، ليتحول إلى بديل ممكن لبونجاح في منصب قلب هجوم.

فيما تنتظر الجماهير الجزائرية رد فعل بونجاح المدعو للانتفاضة في مباراة اليوم والرد على الانتقادات التي رافقت أيضا أداءه المتذبذب في هذه الدورة لحد الآن.